إســأل نـفـســك
نـعـم عـزيـزي الـقـارئ ، أنـت مـحـتـاج فـي أوقـات مـعـيـنـة أن تـسـأل نـفـسـك.. وجّـه أسـئـلـة إلـي نـفـسـك.. تـكـلـم إلـيـهـا كـمـا كـلـم داود نـفـسـه فـي مـزمـور 43: 5 ، و إسـألـهـا: "لـمـاذا أنـتِ مـنـحـنـيـة (يـائـسـة) يـا نـفـسـي ، و لـمـاذا تـئـنـيـن فـيّ (مـضـطـربـة فـي داخـلـي).” تـأتـي أوقـات فـي حـيـاة الإنـسـان حـيـن يـحـتـاج أن يـخـرج قـلـيـلاً خـارج عـجـلـة الـحـيـاة ، و يـبـتـعـد عـن أفـكـاره الـكـثـيـرة الـمـتـلاحـقـة و يـسـأل نـفـسـه عـن الأفـكـار و الـمـشـاعـر الـتـي دخـلـت فـيـه. لأنـه قـد تـتـسـلـل أفـكـار غـريـبـة و غـيـر إلـهـيـة إلـي نـفـسـك دون أن تـدرك. بـيـنـمـا أنـت تـصـارع ظـروفـاً صـعـبـة أو تـتـعـامـل مـع أشـخـاصـاً مـتـعـبـيـن أو بـيـنـمـا أنـت تـواجـه ضـعـفـاتـك الـشـخـصـيـة يـمـكـن أن تـجـد مـفـاهـيـمـاً خـاطـئـة قـد اسـتـقـرت فـي داخـلـك. لـو أنـك الآن يـائـس أو مـضـطـرب ، خـائـف أو حـزيـن إفـعـل مـا فـعـلـه الإبـن الـضـال فـي لوقا 15: ١٧ عـنـدمـا يـقـول الـكـتـاب أنـه "عـاد إلـي نـفـسـه". تـوقـف الإبـن عـن الـدوران فـي عـجـلـة حـيـاتـه الـتـعـيـسـة و بـدأ يـوجّـه أسـئـلـة إلـي نـفـسـه عـن أسـبـاب الـحـالـة الـتـي هـو فـيـهـا ، و عـنـدئـذ إكـتـشـف أن الأفـكـار و الـمـشـاعـر الـتـي كـانـت بـداخـلـه طـوال الـفـتـرة الـمـنـقـضـيـة مـن حـيـاتـه كـانـت كـلـهـا خـاطـئـة.
أعـود مـعـك عـزيـزي الـقـارئ إلـي داود الـذي تـوقـف و سـأل نـفـسـه عـن أسـبـاب الـيـأس و الإحـبـاط الـذيـن أصـابـاه. إكـتـشـف داود أن سـبـب الـيـأس و الإضـطـراب هـو أنـه يـشـعـر بـأن الـرب قـد رفـضـه (يـا لـهـا مـن أكـذوبـة !) ، و أيـضـاً يـشـعـر بـحـزن شـديـد بـسـبـب مـضـايـقـة عـدوه لـه مز ٢:٤٣. ولـكـن شـكـراً لـلـرب الـذي جـعـل داود يـتـوقـف و يـسـأل نـفـسـه هـذا الـسـؤال . لأنـه عـنـدمـا فـعـل هـذا، بـدأ يـطـلـب مـن الـرب طـلـبـة عـظـيـمـة و هـامـة جـداً. يـا لـيـتـك، عـزيـزي الـقـارئ، تـتـعـلـم مـن داود أن تـطـلـب هـذه الـطـلـبـة عـيـنـهـا عـنـدمـا تـجـد نـفـسـك يـائـسـاً أو مـضـطـربـاً. قـال داود لـلـرب: ”أرسـل نـورك و حـقـك، هـمـا يـهـديـانـي و يـأتـيـان بـي إلـي جـبـل قـدسـك و إلـي مـسـاكـنـك.” نـعـم، عـنـدمـا تـكـون نـفـسـك مـنـحـنـيـة و تـئـن فـيـك هـذا هـو بـالـضـبـط مـا تـحـتـاجـه : الـنـور و الـحـق. الـنـور هـو مـا يـعـلـنـه الـرب بـالـروح الـقتدس فـي قـلـبـك، و الـحتق هـو مـا تـعـلّـمـك إيـاه كـلـمة الـلـه الـحـيـة الـفـعّـالــة.
بـالـفـعـل عـزيـزي، عـنـدمـا تـنـحـنـي نـفـسـك فـيـك فـإن كـل مـا تـحـتـاجـه هـو أن تـأتـي إلـي مـكـان حـضـور الـرب و تـقـف أمـامـه . و داود يـقـدم لـك الـسـر الـذي سـيـأتـي بـك إلـي مـحـضـر الـلـه حـيـث الـراحـة الـحـقـيـقـيـة والـسـلام. فـقـط الـنـور والـحـق هـمـا الـلـذان يـأتـيـان بـك إلـي مـسـكـن الـلـه. أو بـقـول آخـر: فـقـط الـروح الـقـدس و الـكـلـمـة هـمـا الـلـذان يـأتـيـان بـك إلـي الـرب. لـذلـك أدعـوك الآن و أنـت تـقـرأ هـذه الـكـلـمـات أن تـسـأل نـفـسـك و تـقـول لـهـا: كـيـف تـسـرّب إلـيـك الـيـأس و الـخـوف و الإنـزعـاج ؟ لـمـاذا أنـا مـضـطـرب ؟ و تـعـال سـريـعـاً إلـي إلـهـك الـذي أحـبـك لـدرجـة الـمـوت فـداءاً لـك، و أطـلـب طـلـبـة داود الـتـي طـلـبـهـا عـنـدمـا كـانـت نـفـسـه مـنـحـنـيـة. أطـلـب الـروح الـقـدس الـذي سـيـعـطـيـك نـوره و إعـلانـاتـه لـيـمـلأك بـالـحـيـاة، و إجـلـس أمـام الـكـلـمـة (الـكـتـاب الـمـقـدس) و ثـق أن الـحـق الـذي فـيـهـا سـيـحـررك. لا تـتـعـجـل. إنـتـظـر أمـام الـرب ولا تـغـادر حـتـي تـشـعـر بـنـسـمـة الـقـديـر - الـروح الـقـدس- يـتـحـرك فـي قـلـبـك و يـمـلأه بـالـنـور و الـفـهـم. و تـأمـل بـإمـعـان فـي الـكـتـاب و دع كـلـمـاتـه تـلـمـس قـلـبـك و تـخـاطـبـه فـي وسـط هـمـومـه.
ثـم يـتـحـدث داود كـيـف تـحـول حـزنـه و إنـحـنـاؤه (مز ٢:٤٣) الـي بـهـجـة فـرح و تـسـبـيـح عـظـيـم أمـام مـذبـح الـرب (مز ٤:٤٣). نـعـم بـكـل تـأكـيـد هـنـاك مـخـرج و مـنـفـذ لـنـفـسـك الـمـنـسـحـقـة لـكـي تـخـتـبـر الإبـتـهـاج و الـتـسـبـيـح. فـقـط ادع نـور الـرب و حـقـه لـكـي يـكـونـا كـالـجـنـاحـيـن الـذيـن يـطـيـران بـك و يـحـمـلانـك إلـي مـسـكـن الـعـلـي.
و أخـيـراً يـصـحـح داود لـنـفـسـه الـصـورة و يـقـول لـنـفـسـه أن تـضـع رجـاءهـا فـي الـرب لأنـه هـو خـلاصـهـا. و هـو سـيـخـلـصـهـا بـحـضـوره الـشـخـصـي (مز٥:٤٣)
يـا لـه مـن إمـتـيـاز عـجـيـب جـداً، الـرب عـنـدمـا يـخـلـصـك مـن الـضـيـق هـو يـخـلـصـك بـأن يـحـضـر شـخـصـيـاً إلـيـك. هـو لا يـرسـل لـك رسـائـل تـشـجـيـع أو إرشـاد، بـل هـو يـحـل عـلـيـك بـحـضـوره الـشـخـصـي و يـحـول يـأسـك و اضـطـرابـك إلـي مـجـد ثـقـيـل و يـحـيـط بـك بـذراعـيـه و يـضـمـك إلـي حـضـنـه الأبـوي الـدافـئ .. هـلـلـويـا
سـامـي مـفـيـد
خـدمـة الـنـبـع
لأن الـلـه نـور فـهـو دائـمـاً سـيـحـول ظـلامـك إلـي نـور
استمتعنا بوجودكم معنا طيله الثلاث ايام السابقه , ان كان الرب قد تعامل معك من خلال الاجتماعات عبر الانترنت , فإرسل لنا اختبارك على
thespringministry99@gmail.co
أقــرأ الـتـفـاصـيــل"تـوكـل عـلـى الـرب بكـل قـلـبـك..." أم3: 5
أكــمــل الـتــأمـــل